هل يريد بك هؤلاء خيرا؟
لقد تفتف العصر عن تقدم علمي وتقني ، ونتج عنه استخدام هذه التقنية في إثارة الغرائز الكامنة، فالصور الفاتنة والأفلام الساقطة وأجهزة العرض والاستقبال بعض نتاج هذه الجهود ، فمارأيك بمن وفروا لك هذه الشهوات؟ أظن أنهم يريدون بك خيرا ، ويسعون لرفع السامة والملل عنك، أم غير ذلك؟ فأجب على هذا التساؤل بكل صراحة وواقعية، ثم حدد موقفك بناءً على ذلك فلست بمغفل – والحمدلله- حتى تستجب لمخططاتهم ولست بأبله حتى يخدعوك.
قبل أن تبذل الزهرة؟؟
ها أنت – أخي الشاب- تتدفق حيوية ونشاطًا، وتملأ ماحولك قوة وفتوة ، ولكن ألم تبصر يومًا من الأيام رجلًا طاعنًا في السن أصبحت العصا له قدمًا ثالثة ؟ قد احدودب ظهره ، ورق عظمه ، وتركت السنون الطويلة آثارها على وجهه ، فلم يعد قادرًا على مانقدر عليه ، أو مطيقًا لماتطيق ، أتظن أن هذا الرجل قد وُلِدَ كذلك؟أم أنه كان في يوم من الأيام في سنك، ويحمل طموحك وفتوتك؟ إذًا فهو مصيرٌ أخي الكريم لابد أن تصير إليه ، ولن يمنعك منه إلا أن يتخطفك الموت، وقد يكون الهرم أهون وأحب إليك منه ، فما دام هذا مصيرًا محترمًا، ألم تفكر في تغيير المسار قبل أن تذبل الزهرة ويرق العظم؟ حينها لاتطيق ماتطيق الآن ، وتندم ولات ساعة مندم ، وتتمنى الشباب هيهات.
ألم يدر ببالك-أخي العزيز- أن تستثمر هذه الطاقة ، وتستمع بهذا الشباب في مرضاة الله عز وجل ؟ إنه لاينقضي العجب من اولئك الذين يرون أن التوبة والعبادة إنما هي حين يودعون الشباب ، ويدخلون مرحلة العجز والشيخوخة ، وماذا عساه أن يفعل من احدودب ظهره وثقلت قدماه؟
إذًا فاتخذ القرار من الآن ، والحق بالركب ، فيوشك هذا الشباب أن يزول ويحل بك المشيب وتعض اصابع الندم على أن فرطت في هذه الفرصة الثمينة.